الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، ورفع قدر العلماء، وجعلهم ورثة الأنبياء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم النبيين وإمام المرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد؛ فإن كلية أصول الدين تعدّ من منارات العلم الشرعي في بلادنا، ومؤسسةً علميةً راسخةً تسعى إلى تأصيل العقيدة، وترسيخ منهج أهل السنة والجماعة، وتخريج جيل من طلاب العلم والدعاة والمدرسين المؤهلين علميًا وتربويًا، المتمكنين من علوم الوحي ومناهج الاستدلال، والمستوعبين لمستجدات العصر وتحدياته الفكرية والثقافية. وقد حرصت الكلية، منذ نشأتها، على الجمع بين أصالة المنهج الشرعي وواقع العصر، فبنت برامجها ومناهجها على أسس علمية رصينة، تستند إلى النصوص الشرعية ومقاصدها، وتسترشد بمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي في مختلف مجالاتها التعليمية والبحثية والإدارية. كما تعمل الكلية على الإسهام في خدمة المجتمع، وتعزيز القيم الوسطية، والمشاركة في صياغة الوعي الشرعي والمنهجي الرشيد. نسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود، وأن يعين جميع منسوبي الكلية على العمل بروح الفريق الواحد، تحقيقًا لرسالتها في نشر العلم الشرعي الصحيح، والوصول إلى التميّز والريادة محليًا وإقليميًا ودوليًا. والله الموفق إلى سواء السبيل.